ابتعد عن صداقة ثمانية
هناك خط واضح بين الصديق الذي يثري حياتك والآخر الذي يستنزفها … ولكن هذا الفرق ليس من السهل دائما أن نميزه. فنحن غالبا ما نتمسك بالصداقات بدافع العادة ، حتى لو لم تعد تخدمنا.
وفقًا لعلم النفس ، هناك أنواع معينة من الأشخاص الذين قد يؤثرون سلبًا على حياتك أكثر مما تدرك.
في هذا المقال ، سأتناول بالتفصيل 8 أنواع من الأصدقاء الذين قد ترغب في إعادة النظر في الاحتفاظ بهم ، وتذكر أن الأمر لا يتعلق بالتصرف بقسوة، بل يتعلق بحماية سلامتك ورفاهتك.
1- المتذمر المزمن
كل شخص لديه أيام سيئة ، ولكن هناك فرق بين التنفيس والسلبية المستمرة ، نحن جميعًا نعرف شخصًا يبدو أنه يجد دائمًا الجانب السلبي في كل موقف… فهو يشتكي من وظيفته ، أو شريكه ، أو الطقس .. وما إلى ذلك.
وفقًا لعلم النفس ، فإن التواجد بين الأشخاص الذين يشتكون باستمرار قد يؤدي في الواقع إلى تدهور حالتك المزاجية ونظرتك للحياة… وذلك لأن البشر يتمتعون بالتعاطف بطبيعتهم ، ونحن نميل إلى امتصاص مشاعر من حولنا.
إذا وجدت أن السلبية المستمرة لصديقك بدأت تؤثر على سعادتك ، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم هذه الصداقة.
2- الصديق من طرف واحد
يجب أن تكون الصداقة طريقًا متبادلًا، ولكن في بعض الأحيان ، تجد نفسك في علاقة تشعرك بالعكس تمامًا.
أتذكر صديقة لي في أيام الجامعة… كنا نقضي الكثير من الوقت معًا ، ولكن أغلب ذلك الوقت كان في الحديث عن مشاكلها وإنجازاتها وحياتها، وكلما حاولت أن أشاركها شيئًا عن نفسي ، كانت تسارع إلى تحويل مسار الحديث إليها .. وقس على هذا المثال الكثير من أمثلة العطاءات التي تكون من طرف واحد في الصداقات .
من الناحية النفسية ، قد يكون هذا الخلل مرهقًا ، فقد يجعلك تشعر بأنك غير مسموع وغير مقدر.
إذا كان لديك صديق لا يبدو مهتمًا بحياتك أبدًا ، فقد يكون الوقت قد حان للتخلي عنه والبحث عن صداقات توفر الاحترام والاهتمام المتبادلين .
3- المتشائم الدائم
قد يكون القليل من الواقعية أمرًا منعشًا ، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمتشائمين الدائمين ، فإنهم يأخذون الأمر إلى مستوى جديد تمامًا… كل شيء كئيب ومحبط ، والكأس دائمًا نصف فارغ ، وهناك سحابة مظلمة دائمة معلقة فوق رؤوسهم .
يخبرنا علم النفس أن أدمغتنا تميل إلى السلبية ، مما يعني أننا نولي اهتمامًا أكبر للأحداث السلبية مقارنة بالإيجابية… وقد يتفاقم هذا عندما نكون بالقرب من شخص يركز فقط على السلبيات.
تكمن المشكلة في صداقتك مع شخص متشائم دائمًا في أن سلبيته قد تنتقل إليك ، وبمرور الوقت ، قد تبدأ نظرته القاتمة في التأثير على منظورك الخاص واستنزاف إيجابيتك .
يمكن أن تكون المشاعر معدية ، وتنتشر من شخص لآخر مثل نزلات البرد… إذا كنت دائمًا بالقرب من شخص متشائم ، فقد تجد نفسك تلتقط مشاعره السلبية.
4- الصديق المتنصل
نحن جميعًا نعرف ذلك الصديق الذي يتراجع دائمًا في اللحظة الأخيرة ، إنه مليء بالوعود ، ولكن عندما يحين الوقت ، لا نجده في أي مكان.
وفقًا لعلم النفس ، فإن هذا النوع من السلوك قد يجعلنا نشعر بعدم الاحترام وعدم التقدير… فهو يرسل رسالة مفادها أن لسنا بتلك الأهمية ، وهو ما قد يؤثر سلبًا على تقديرنا لذاتنا، إذا كان هذا النمط ثابتًا ، فقد يكون علامة على أن هذا الشخص لا يقدر صداقتك بقدر ما تقدرها أنت.
5- الصديق الناقد بشكل مفرط
هناك فرق بين النقد البناء والنقد المستمر… يجب أن يكون الصديق الجيد قادرًا على تقديم النصيحة والتوجيه ، ولكن عندما تبدأ مساهمته في الشعور بأنها أقرب إلى الحكم وليس الدعم ، فقد يكون ذلك ضارًا.
يخبرنا علم النفس أن الانتقاد المتكرر قد يكون له تأثير عميق على تقديرنا لذاتنا… فنبدأ في التشكيك في قيمتنا وقدراتنا ، مما قد يؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة والشك في الذات.
عندما يكون صديقك ناقدًا باستمرار، فقد يبدأ الأمر في الشعور كما لو كنت تمشي على قشر البيض حوله ، وتشعر بالقلق دائمًا بشأن انتقاده التالي.
يجب أن ترفعك الصداقة إلى أعلى، وليس أن تهبط بك إلى أسفل .. إذا كان أحد الأصدقاء يبرز نقاط ضعفك باستمرار بدلاً من نقاط قوتك ، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة تقييم الصداقة .
6- الصديق الذي لا يحترم الحدود
إن الصداقة الحقيقية تحترم المساحة الشخصية والحدود ، إلا أن بعض الأصدقاء يميلون إلى تجاوز هذه الحدود ، مما يسبب لهم الإزعاج والضيق .
إن الحفاظ على حدود صحية أمر حيوي لسلامتنا العقلية والعاطفية … فهو يساعدنا على الحفاظ على هويتنا الذاتية ويمنعنا من الشعور بالإرهاق بسبب مطالب الآخرين.
إذا كان لديك صديق لا يحترم حدودك باستمرار، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في قيمة هذه الصداقة.
7- الصديق التنافسي
قد تكون المنافسة الودية البسيطة ممتعة ومحفزة… ولكن عندما يحول أحد الأصدقاء كل شيء إلى منافسة ، فقد يصبح الأمر مرهقًا ويضر بتقديرك لذاتك.
يحاول هذا النوع من الأصدقاء دائمًا التفوق عليك ، سواء فيما يتعلق بعملهم أو علاقاتهم أو إنجازاتهم الشخصية… وبدلاً من الاحتفال بنجاحاتك ، ينظرون إليها باعتبارها تحديًا .
يحذرنا علم النفس من التأثير السلبي لمثل هذه العلاقات ، فالمقارنة المستمرة قد تؤدي إلى الشعور بعدم الكفاءة والاستياء.
إذا وجدت نفسك تشعر باستمرار وكأنك في سباق مع صديق ، فقد يكون الوقت قد حان لإعادة النظر إذا كانت هذه الصداقة صحية بالنسبة لك.
8- الصديق الذي لا يدعمك
إن حجر الأساس لأي صداقة جيدة هو الدعم المتبادل ، فنحن جميعًا نحتاج إلى أصدقاء يشجعوننا في أوقاتنا السعيدة ويقفون بجانبنا في أوقاتنا السيئة.
ولكن ماذا لو كان أحد الأصدقاء غائبًا بشكل ملحوظ عندما تكون في أمس الحاجة إليه ؟ لن تجده في أي مكان عندما تمر بفترة عصيبة ، أو قد يتجاهل إنجازاتك .
يؤكد علم النفس على أهمية الدعم الاجتماعي في حياتنا ، فهو أمر بالغ الأهمية لصحتنا العقلية وقدرتنا على الصمود.
إذا فشل أحد الأصدقاء باستمرار في تقديم الدعم الذي تحتاجه ، فمن الجدير أن تفكر فيما إذا كان ينبغي أن يكون له مكان في حياتك أم لا.
ملاحظة : الأخذ بعين الاعتبار أن الأمر يتعلق بالتوازن
غالبًا ما تعتمد تعقيدات العلاقات الإنسانية على التوازن الدقيق بين العطاء والأخذ.
إن مفهوماً نفسياً عميقاً يُعرف بمبدأ المعاملة بالمثل يلعب دوراً حاسماً في هذا التوازن .. ويشير هذا المبدأ إلى أننا نميل إلى الاستجابة للآخرين بطريقة تتوافق مع سلوكهم تجاهنا .
في سياق الصداقات، قد يعني هذا أنه إذا كنت تعطي باستمرار ولا تتلقى نفس المستوى من الرعاية أو الاحترام أو الاعتبار في المقابل ، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى توليد الاستياء وعدم الرضا.
لذا بينما تتأمل هذه الأنواع الثمانية من الأصدقاء ، تذكر أن الأمر لا يتعلق بإلقاء اللوم أو حمل الضغائن، بل يتعلق بإدراك قيمتك وضمان أن تعكس العلاقات في حياتك تلك القيمة .
في النهاية ، يجب أن تضيف صداقاتك إلى حياتك وليس أن تنتقص منها… فالأصدقاء المناسبون سيحترمونك ويدعمونك ويثرون حياتك بطرق لا تحصى … هذه هي الصداقات التي تستحق التمسك بها.