تسلط دراسة جديدة الضوء على كيفية تأثير الشدائد التي يتعرض لها الأطفال ، مثل الإساءة والإهمال ، وأثره على نمو المخ ، حتى عند الأطفال الذين لا تظهر عليهم علامات الاضطرابات النفسية ، قام الباحثون بتحليل صور مسح المخ لنحو 1000 شاب ووجدوا أن أولئك الذين عانوا من مستويات أعلى من الشدائد لديهم أنماط مختلفة من نشاط المخ ، وخاصة في المناطق المعنية بالتأمل الذاتي والمعالجة العاطفية

يخضع الدماغ لتطور كبير أثناء الطفولة والمراهقة والشباب المبكر، وفي حين تساهم العديد من العوامل في نمو الدماغ ، فإن التجارب السلبية ، مثل الإساءة والإهمال والتعرض للشدائد ، يمكن أن تعطل النمو الطبيعي وتزيد من خطر الإصابة بمشاكل الصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة ، ومع ذلك لا يزال هناك فهم محدود لكيفية تأثير الشدائد في وقت مبكر من الحياة على بنية الدماغ ، فقد سعى الباحثون إلى تحديد العلامات العصبية التي تميز النمو الطبيعي عن النمو غير الطبيعي واستكشاف كيفية ارتباط أنماط الدماغ بالشدائد

يمر الأطفال بمجموعة لا حصر لها من العوامل خلال مرحلة النمو ، لا نعرف أي عامل له التأثير الأقصى على الدماغ ، ويمكن أن يرجح كفة التطور الصحي على التطور غير الصحي ، هذا ما قاله مؤلف الدراسة راجان كاشياب، أستاذ مساعد في المعهد الوطني للصحة العقلية وعلوم الأعصاب في الهند.

وبعد تصنيف المشاركين على أساس أنماط نشاط أدمغتهم ، قارن الباحثون مجموعة واسعة من المقاييس بين مجموعتين، ولم يفترض الباحثون في البداية السمات السلوكية التي قد تختلف بين المجموعتين ، بل قارنوا مجموعة واسعة من العوامل ، بما في ذلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي ، والقدرات المعرفية ، والأمراض النفسية ، ومقاييس الشدائد ، مثل الإساءة والإهمال ثم فحصوا كيف ارتبطت هذه العوامل بأنماط نشاط الدماغ عبر الفئات العمرية المختلفة.
كانت النتيجة الأكثر أهمية التي توصلت إليها الدراسة هي أن المشاركين في المجموعة التي كان نشاط الدماغ فيها غير طبيعي قد عانوا من مستويات أعلى بشكل ملحوظ من الشدائد مقارنة بأولئك الذين كانوا في المجموعة النموذجية .. وعلى وجه التحديد ، كان المشاركون في المجموعة غير النموذجية أكثر عرضة للإساءة والإهمال أثناء الطفولة .. وكانت الإساءة على وجه الخصوص هي العامل الأقوى المرتبط بتطور الدماغ غير الطبيعي.
“قال كاشياب : (إن منزل الطفل هو المعبد لتطور عقله ، والإساءة والإهمال في المنزل يمكن أن يغير البنية الوظيفية للدماغ)

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *