هل تتذكر متى آخر مرة شعرت بها بالسعادة والفرح
غالبًا ما تلعب عاداتنا دورًا مهمًا في تشكيل مشاعرنا ، قد تكون بعض العادات هي السبب وراء شعورك بالاكتئاب في أغلب الأحيان.
في هذه المقالة، سأشاركك ثمان من عادات سرقة السعادة التي يجب عليك التفكير في التخلص منها.
لكن تذكر أن الأمر لا يتعلق بتغيير حياتك فجأة بين عشية وضحاها، بل يتعلق باتخاذ خطوات صغيرة نحو حياة أكثر سعادة وبهجة.
هيا بنا نبدأ.

1- التعلق بالماضي
لقد مررنا جميعًا بهذه التجربة، فنجد أنفسنا محاصرين في حلقة مفرغة من إعادة عيش تجارب الماضي، سواء كانت جيدة أو سيئة أو غير مهمة. ومن الطبيعي أن نتذكر الماضي ونندم على مواقف معينة.
ولكن عندما يصبح العيش في الماضي عادة، فإنه يمكن أن يمنعنا من تجربة السعادة والفرح في اللحظة الحالية.
من المهم أن نتذكر، ولكن تجعل منه درس ، نعم من المهم أن تتعلم من تجاربك السابقة ثم تتخلى عنها.
أدرج تقنيات اليقظة الذهنية في روتينك اليومي للمساعدة في الحفاظ على تركيز عقلك في الحاضر.
كما قال عالم النفس الشهير كارل يونج ذات مرة: “أنا لست ما حدث لي، بل أنا ما اخترت أن أصبحه”. دع هذا يكون شعارك وأنت تعمل على التخلص من هذه العادة.

2- زيادة تحميل جدولك الزمني
كنت اعتقدت أن الانشغال يعني النجاح، ولكنني كنت مخطئًا ، فقد وصل بي الأمر أنني لم أجد وقتا لأهم الأمور في حياتي
لقد تركني الانشغال المستمر منهكًا ومجهدًا وبعيدًا عن السعادة. أدركت أنني أضحي بفرحتي وصحتي العقلية من أجل الإنتاجية.
لذا، قمت بشيء جذري – بدأت أقول لا. بدأت أعطي الأولوية للمهام الأساسية حقًا والتي جلبت لي السعادة. وتخيل ماذا حدث؟ لم يتأثر إنتاجيتي فحسب، بل شعرت أيضًا بسعادة أكبر ورضا.
لا يتعلق الأمر بمدى ما تفعله، بل يتعلق بنوعية ما تفعله وكيف يجعلك تشعر.

3- مقارنة نفسك بالآخرين باستمرار
هذا أمر صعب، خاصة في عصرنا الرقمي حيث أصبح من السهل الوقوع في فخ المقارنة.
نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ونرى لقطات من حياة الآخرين – نجاحاتهم، وعائلاتهم المثالية، وإجازاتهم. ولا يسعنا إلا أن نقارن حياتنا بحياتهم. لكن المشكلة: هذا ليس حقيقيا. إنها مجرد صورة مثالية تم اختيارها بعناية.
تؤدي المقارنة المستمرة إلى الشعور بعدم الكفاءة وعدم السعادة. بدلاً من ذلك، ركز على نموك الشخصي ورحلتك. اعترف بإنجازاتك واعمل على معالجة نقاط ضعفك.
كما قال عالم النفس ألفريد أدلر: “الأشخاص الطبيعيون الوحيدون هم أولئك الذين لا تعرفهم جيدًا”.
اترك فخ المقارنة وابدأ بالتركيز على رحلة السعادة الخاصة بك.

4- إهمال العناية بالذات
لا تقتصر العناية بالنفس على تدليل نفسك بأيام السبا والتمتع بالعلاجات الفاخرة، بل إنها تتعلق بتخصيص الوقت للاهتمام بصحتك الجسدية والعاطفية والعقلية.
لقد أكد علماء النفس مرارا وتكرارا على أهمية العناية بالذات في الحفاظ على الصحة العقلية والسعادة بشكل عام. عندما نهمل احتياجاتنا، يمكننا بسهولة الوقوع في حالة من التوتر والإرهاق والانطفاء
قد يتراوح هذا بين عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم، أو تخطي وجبات الطعام، أو إهمال ممارسة الرياضة، أو حتى تجاهل صحتنا العاطفية. وعدم التعامل مع التوتر أو المشاعر السلبية قد يؤدي إلى مشاكل أكثر خطورة في المستقبل.
ابدأ باتخاذ خطوات صغيرة نحو رعاية نفسك بشكل أفضل. قد يكون الأمر بسيطًا مثل التأكد من حصولك على قسط كافٍ من النوم كل ليلة، أو تناول وجبات متوازنة، أو أخذ فترات راحة قصيرة أثناء العمل، أو تخصيص وقت كل يوم للاسترخاء أو ممارسة الهوايات التي تستمتع بها.
5- مطاردة السعادة
إن السعي وراء السعادة قد يتحول في بعض الأحيان إلى مصدر للشقاء. فحين نسعى باستمرار وراء السعادة، فهذا يعني أننا لسنا راضين عن حالتنا الحالية. ويصبح الأمر أشبه بسباق لا نهاية له حيث يستمر خط النهاية في الابتعاد.
بدلاً من مطاردة السعادة، حاول التركيز على الرضا. ابحث عن السعادة في ظروفك الحالية بدلاً من البحث باستمرار عن الشيء التالي الذي سيجعلك سعيدًا.
السعادة ليست شيئًا يأتي من الظروف الخارجية؛ بل تأتي من الداخل. إنها تتعلق بتقدير ما لديك، والمكان الذي وصلت إليه في رحلتك، ومن أنت.

6- تجاهل مشاعرك
جميعنا نمر بأيام نشعر فيها بالإحباط أو القلق أو الانزعاج. وهذا جزء من طبيعتنا البشرية. لكن الكثير منا اعتادوا على كبت هذه المشاعر، معتقدين أنه من الأفضل أن نتظاهر بالشجاعة ونواصل حياتنا.
لكن تجاهل مشاعرك أو قمعها يشبه إخفاء الغبار تحت السجادة – فهو لا يختفي، بل يتراكم فقط حتى يصبح في أحد الأيام أكثر مما يمكنك التعامل معه.
بدلاً من ذلك، حاول الاعتراف بمشاعرك. اسمح لنفسك بالشعور بها بشكل كامل دون إصدار أحكام ،وبذلك تمنح نفسك الفرصة لفهم هذه المشاعر ومعالجتها، وهو أمر أساسي لتحقيق الرفاهية العاطفية.
قال عالم النفس كارل روجرز ذات مرة: “المفارقة الغريبة هي أنه عندما أقبل نفسي كما أنا، عندها يمكنني أن أتغير”.
وينطبق هذا على مشاعرك أيضًا – من خلال قبولها وفهمها، فإنك تخلق طريقًا للتغيير الإيجابي.
7- السعي دائمًا إلى الكمال
الكمال وهم، إنه معيار من المستحيل الوصول إليه، ومع ذلك فإن الكثير منا يجدون أنفسهم يكافحون من أجله. نضع لأنفسنا معايير عالية، وعندما نفشل في تحقيقها، ينتهي بنا الأمر إلى الشعور بخيبة الأمل وعدم السعادة.
لكن الحقيقة هي أن عيوبنا هي التي تجعلنا بشرًا متفردين ، لا بأس من ارتكاب الأخطاء، فهي فرص للتعلم والنمو.
عملت في مشروع بذلت فيه الكثير من الجهد والمال والوقت ، ولم تكن النتيجة مثالية كما تصورتها. وبدلاً من أن أشعر بالإحباط، اعتبرت الأمر بمثابة تجربة تعليمية. لقد علمني هذا المشروع أكثر مما قد يتعلمه أي مشروع آخر تم تنفيذه بشكل مثالي.
8- تجنب التجارب الجديدة
من السهل أن نعلق في منطقة الراحة الخاصة بنا. فالأمر المألوف آمن ويمكن التنبؤ به، ولكن التمسك بما نعرفه قد يحد من نمونا ويحرمنا من الفرح والسعادة.
إن التجارب الجديدة تفتح لنا آفاقًا جديدة، ودروسًا جديدة، وفرصًا جديدة للسعادة. وقد تكون هذه التجارب رائعة مثل السفر إلى بلد جديد، أو بسيطة مثل تجربة طبخة جديدة أو اكتساب هواية جديدة.
شجع نفسك على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، في كل مرة تفعل ذلك، فإنك توسع آفاقك وتدعو مصادر محتملة للفرح.
كما قال عالم النفس الشهير كارل روجرز، “الشخص الوحيد المتعلم هو الشخص الذي تعلم كيف يتعلم ويتغير”. احتضن التغيير وابحث عن تجارب جديدة – فقد يقودك ذلك إلى سعادة غير متوقعة.
الأفكار النهائية: السعادة رحلة
السعادة ليست وجهة، بل رحلة، إنها تتعلق بالتعلم والنمو والتطور المستمر.

لقد ناقشنا 8 عادات قد تسرق سعادتك. من خلال التعرف على هذه العادات والعمل على تحسينها، يمكنك البدء في تمهيد الطريق نحو حياة أكثر سعادة واكتمالاً.
تذكر أن التغيير لا يحدث بين عشية وضحاها. بل يتعلق الأمر باتخاذ خطوات صغيرة نحو مستقبل أفضل. وفي بعض الأحيان، قد لا تكون الرحلة سهلة.
عندما تبدأ رحلتك نحو السعادة، تذكر هذه الكلمات لعالم النفس أبراهام ماسلو: “في أي لحظة لدينا خياران: أن نتقدم نحو النمو أو نتراجع إلى الأمان”.
لذا، اتخذ هذه الخطوة إلى الأمام اليوم. احتضن النمو، وتخلص من العادات التي لم تعد تخدمك، وادع السعادة إلى حياتك. ففي نهاية المطاف، السعادة ليست مجرد حالة من الوجود، بل هي أسلوب حياة.

التعليقات معطلة.