هناك خط رفيع بين كونك حازما وكونك عدوانيًا .
يتلخص الأمر في عنصر أساسي واحد وهو : الحدود ، فإن الحزم يعني تحديد حدودك والتواصل بطريقة  من شانها احترام نفسك والطرف الآخر.
وبالنسبة للنساء ، إنه فن يتطلب مهارة معينة .. يتعلق الأمر بالتحدث بصراحة دون أن يبدو الأمر قويًا للغاية .. يتعلق الأمر بقول “لا” دون الشعور بالذنب.
هناك عبارات محددة يمكن أن تساعدك عند استخدامها بانتظام لتكون بارعا في وضع حدود صحية.

1- أقدر تفهمك
لنكن صادقين ، إن قول “لا” أمر صعب،  خاصة عندما نشعر بالقلق بشأن رد فعل الطرف الآخر.
لكن وضع الحدود يعني القدرة على قول “لا” عندما يكون ذلك ضروريًا ، والقيام بذلك بطريقة تحترم الطرفين المعنيين.
إحدى الطرق الفعّالة للقيام بذلك هي استخدام عبارة “أقدّر تفهمك” إنها عبارة تؤكد حدودك مع الاعتراف بوجهة نظر الشخص الآخر.
وتقول “أنا أفهم أنك قد لا تتفق معي ، ولكنني أثق بأنك تحترم قراري”
إنها عبارة تجسد الثقة والاعتبار ، فهي تضع الحدود ثم تشكر الشخص الآخر على احترامها .. وهي عبارة تستخدمها بانتظام النساء المتخصصات في وضع الحدود.

2- هذا لا يناسبني
لقد تعرضنا جميعًا لمواقف طُلب منا فيها القيام بشيء لا نشعر بالارتياح تجاهه .. أتذكر عندما تطلب مني إحدى زميلات العمل تغطية مكانها ، وأرد عليها مجاملة وليس رضا .. في البداية ، لم أكن أعرف كيف أتعامل مع الأمر .. كنت مترددة بين رغبتي في مساعدة صديق وبين شعوري بأنني أتعرض للاستغلال.
ثم بدأت باستخدام عبارة “هذا لا يناسبني” كانت طريقة بسيطة ومباشرة للتعبير عن عدم ارتياحي دون اللجوء إلى الجدال أو إلقاء اللوم عليها.
لقد سمحت لي هذه العبارة بتأكيد حدودي والتعبير عن عدم قدرتي على تحمل مسؤولياتها دائمًا .. لقد كانت هذه العبارة نقطة تحول في علاقتنا .. لقد بدأنا في مناقشة توقعاتنا وإبرام ترتيبات أكثر توازناً.

3- دعونا نجد حلا وسطا
من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن وضع الحدود يعني الصرامة وعدم المرونة .. ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا.
إن العبارة “دعونا نجد حلاً وسطاً” تجسد تمامًا التوازن الذي يمكن أن يحققه تحديد الحدود بين الحزم والتعاطف.
عندما تستخدم هذه العبارة ، فإنك توصل بشكل فعال أنه على الرغم من أن لديك احتياجاتك وحدودك ، فأنت أيضًا على استعداد للنظر في وجهة نظر الشخص الآخر.
من المرجح أن يستجيب الناس بشكل إيجابي عندما يشعرون بأن وجهات نظرهم تحظى بالتقدير والاعتبار .. هذه العبارة لا تحترم حدودك فحسب ، بل تعزز أيضًا الاحترام المتبادل والتفاهم.

4- أحتاج إلى بعض الوقت للتفكير في الأمر
غالبًا ما نشعر بالضغط لاتخاذ قرارات فورية ، حتى في المواقف التي تتطلب تفكيرًا متأنيًا .. وفي هذه الأوقات تصبح عبارة “أحتاج إلى بعض الوقت للتفكير في الأمر” لا تقدر بثمن.
هذه العبارة البسيطة هي أداة قوية للحفاظ على حدودك .. فهي تؤكد حاجتك إلى المساحة والوقت ، مما يمنع الآخرين من دفعك إلى اتخاذ قرارات متسرعة قد تندم عليها لاحقًا.
إنها عبارة تعبر عن احترامك لأفكارك ومشاعرك .. إنها تخبر الطرف الآخر بأنك تأخذ قراراتك على محمل الجد ولن تستعجل دون دراسة وتفكير.
لا بأس من أخذ وقتك ، فإن تأكيد هذه الحدود لا يساعدك فقط على اتخاذ قرارات أفضل ، بل يضع أيضًا معيارًا واضحًا لكيفية توقع أن يتم التعامل معك.

5- لن أتمكن من الانضمام إليكم
قد يكون من الصعب التعامل مع الدعوات والطلبات ، خاصة عندما تتعلق بأشخاص نهتم بهم ، ولكن من الضروري أن نفهم أنه من المقبول رفضها عندما نحتاج إلى ذلك.
إن عبارة “لن أتمكن من الانضمام إليكم” هي طريقة محترمة ومباشرة لقول “لا” فهي توضح موقفك دون تقديم أعذار أو وعود كاذبة.
إن التعبير عن عدم قدرتك على المشاركة بطريقة مهذبة يساعد في الحفاظ على حدودك مع الحفاظ على العلاقة.
لا تترددي في استخدام هذه العبارة عندما يكون ذلك ضروريًا ، إنها عبارة أساسية تستخدمها النساء اللاتي يتقن وضع الحدود بانتظام ، إنهن يدركن أن الأمر لا يتعلق برفض الشخص ، بل برفض الطلب.

6- هذا مهم بالنسبة لي
عند وضع الحدود ، من المهم أن نوضح لماذا هذه الحدود مهمة بالنسبة لنا ، وهنا يأتي دور عبارة “هذا مهم بالنسبة لي”
إنه إعلان صادق من القلب يعطي صوتًا لمشاعرنا وقيمنا ، ويساعد الآخرين على فهم سبب أهمية بعض الأشياء بالنسبة لنا ولماذا نحتاج منهم احترام ذلك.
لقد رأيت علاقات تتعمق عندما تُستخدم هذه العبارة ، فهي تدعو الشخص الآخر إلى عالمك ، وتسمح له برؤية الأشياء من وجهة نظرك.
إن مشاعرك واحتياجاتك صالحة ، والتواصل بشأنها بوضوح هو علامة على وجود حدود صحية.

7- أشعر بعدم الارتياح عندما ..
ليس من السهل دائمًا التعبير عن الانزعاج ، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بأشخاص نهتم بهم ، لكنه جزء أساسي من الحفاظ على حدودنا.
في وقت ما ، كان أحد أصدقائي المقربين يشارك الآخرين باستمرار تفاصيل شخصية عن حياتي ، وكان هذا يجعلني أشعر بعدم الإرتياح.
وبدلاً من الصمت ، قررت استخدام عبارة “أشعر بعدم الارتياح عندما…” للتعبير عن مدى شعوري بالانزعاج بسبب تصرفاتها ، وهو ما مهد الطريق لمحادثة ضرورية للغاية حول الاحترام والخصوصية.
يساعد التواصل مع الآخرين بهذه الطريقة على خلق بيئة من الاحترام المتبادل ، كما يسمح لك بالتعبير عن عدم ارتياحك دون إلقاء اللوم على الطرف الآخر أو مهاجمته.

8- أنا لا أتفق معك ، ولكنني أقدر وجهة نظرك
قد تكون الخلافات مزعجة ، لكنها أيضًا جزء لا مفر منه من الحياة .. والطريقة التي نتعامل بها مع هذه الخلافات قد تكشف الكثير عن قدرتنا على وضع حدود صحية.
قد تبدو عبارة “أنا لا أتفق معك، ولكنني أقدر وجهة نظرك” متناقضة في البداية ، فكيف يمكنك أن تختلف مع شخص ما وتقدر وجهة نظره في نفس الوقت ؟
ولكن هذا التوازن بالتحديد هو ما يجعل هذه العبارة قوية للغاية .. فهي تسمح لك بالتمسك بمعتقداتك الخاصة مع الاعتراف بصحة وجهة نظر الشخص الآخر.
تشجع هذه العبارة الحوار المفتوح والاحترام المتبادل ، حتى في مواجهة الخلاف.. وهي أداة أخرى تستخدمها النساء الفعّالات في تحديد الحدود لإدارة علاقاتهن بسلاسة وصدق.

9- لدي وجهة نظر مختلفة
نحن جميعًا ننظر إلى العالم من خلال عدساتنا الفريدة .. وفي بعض الأحيان ، قد تتعارض وجهات نظرنا مع وجهات نظر الآخرين.
إن عبارة “لدي وجهة نظر مختلفة” هي طريقة غير مواجهة للتعبير عن الاختلاف .. فهي تقر بالاختلاف في وجهات النظر دون التقليل من شأن وجهة نظر الشخص الآخر.
بدلاً من قول “أنت مخطئ”، والذي قد يبدو عدوانيًا ويغلق أي إمكانية للحوار الهادف ، فإن هذه العبارة تفتح مساحة للمناقشة والتفاهم.

10- احتياجاتي مهمة بنفس القدر
إن جوهر وضع الحدود الصحية هو فهم أن احتياجاتك مهمة بقدر احتياجات الآخرين.
وعبارة “احتياجاتي مهمة بنفس القدر” هي تأكيد قوي على هذه الحقيقة ، إنها تذكير لنفسك وللآخرين بأنك تقدر رفاهيتك ، وأنك على استعداد لإعطائها الأولوية.
إن استخدام هذه العبارة لا يعني الأنانية ، بل يتعلق بالحفاظ على الشعور بالتوازن والاحترام المتبادل في علاقاتك.

الأفكار النهائية: الأمر يتعلق بالاحترام

– إن أساس وضع الحدود الصحية يكمن في المبدأ الأساسي للاحترام وهو احترام الذات واحترام الآخرين.
– إن العبارات التي استكشفناها في هذه المقالة ليست مجرد كلمات ، بل هي أدوات تمكن من التواصل الواضح ، وتعزز التفاهم المتبادل ، وتعزز العلاقات الصحية.
– كما قالت الكاتبة والمتحدثة الأمريكية (برين براون) بحكمة : “إن الجرأة على وضع الحدود ، تتعلق بامتلاك الشجاعة لمحبة أنفسنا ، حتى عندما نجازف بخيبة أمل الآخرين”.
– تذكر أن وضع الحدود لا يعني الصرامة أو المواجهة ، بل يتعلق بالتعبير عن احتياجاتك وتوقعاتك بطريقة محترمة .. يتعلق الأمر بفهم أن مشاعرك واحتياجاتك وراحتك مهمة بقدر أهمية مشاعر واحتياجات وراحة الآخرين.
– لذا، وأنت تتنقل بين تعقيدات الحياة ، تذكر هذه العبارات .. إنها بمثابة علامات إرشادية ترشدك إلى وضع حدود صحية والحفاظ عليها ، وهي علامات احترام الذات والتفاهم المتبادل ، وهي مفاتيح لتعزيز علاقات أكثر مغزى وتوازن .

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *