لقد كنا جميعنا نتمتع ولو بواحدة على الأقل من هذه السلوكيات والسمات ، ونستخدم العديد منها عندما كنا أطفالاً، ونصبح على دراية بسمات أخرى عندما ندخل سوق العمل ، والحقيقة المطلقة للإبداع هي أن كل هذه السلوكيات متاحة لأولئك الحريصين على تحسين أو زيادة “حاصل الإبداع” لديهم .. ومن هذه السمات :

1- يبحث الأشخاص المبدعون عن الاحتمالات وليس عن الحقائق المطلقة :
إن المبدعين لا يشعرون بالارتياح إزاء الوضع الراهن ، فبالنسبة لهم ، الحياة الإبداعية هي حياة مليئة بالخيارات والفرص والبدائل ، وهم لا يقبلون دائماً ما يفعله الآخرون ؛ بل إنهم يسعون إلى الحصول على استجابات ووجهات نظر متعددة ، والواقع أن أقوى سؤال يطرحونه عادة هو السؤال الذي يبدأ بكلمات “ماذا لو…؟”

2- الأشخاص المبدعون هم حالمون :
إن التخيل من وجهة نظر المبدعين أمر جيد… وليس من الواجب علينا أن نمنعه من الانخراط في المهام الفكرية.
إن التفكير في المستقبل هو فرصة لإطلاق العنان لقوانا الإبداعية للتطور والازدهار .. وهذا هو اللعب الذهني في أفضل صوره .

3- يقضي الأشخاص المبدعون وقتًا طويلاً في الهواء الطلق :
تتمتع الطبيعة بالقدرة على استحضار طريقة تفكير إبداعية من خلال جعلنا أكثر فضولاً وقدرة على تبني أفكار جديدة وتحفيزنا على أن نصبح أكثر مرونة في التفكير، قال تيرانس ماكينا في محاضرة ألقاها في أوائل التسعينيات : “الطبيعة هي المحرك المرئي العظيم للإبداع ، والذي تُقاس عليه جميع الجهود الإبداعية الأخرى ، ومن الواضح أن إبداع الطبيعة هو مصدر الإبداع البشري”.

4- الأشخاص المبدعون منفتحون على تعلم أشياء جديدة :
إن تعليمهم الرسمي ما هو إلا نقطة بداية ، وأساس لفرص تعليمية إضافية ، فالأشخاص المبدعون يتبنون عملية التعلم المستمر في مجموعة واسعة من المجالات ـ وهي مجالات لا علاقة لها غالبا بتخصصهم المهني ـ مثل المعلم الذي يتلقى دروسا في الطبخ ، والمهندس المعماري الذي يذهب في جولة أثرية في اليونان ،  وطبيب الأسنان الذي يقرأ كتبا عن تاريخ الصين ، والمؤلف الذي يتعلم الرقص .

5- الأشخاص المبدعون يمارسون التأمل واليقظة :
لقد أثبتت الأبحاث التي نشرتها مجلة هارفارد بيزنس ريفيو أن عشر دقائق فقط من التأمل يومياً من شأنها أن تزيد من قدراتنا الإبداعية ، إن الفعل البسيط المتمثل في “أخذ قسط من الراحة” يكفي لتهدئة العقل وتوفير الفرص للإبداع والابتكار، والمفتاح هنا هو جعل التأمل واليقظة جزءاً منتظماً من أنشطتنا اليومية والالتزام بإيجاد مكان هادئ والسماح لأفكارنا بالتدفق.

6- الأشخاص المبدعون مستقلون :
إنهم قادرون على اتخاذ قراراتهم بأنفسهم وتنفيذها… فهم لا يحتاجون دائمًا إلى النصيحة والمشورة من الآخرين ؛ بل إنهم قادرون على التفكير (والتصرف) بأنفسهم … وهم يشعرون بالراحة في مواجهة التحديات الجديدة دون ضغوط الموافقة من الآخرين ، ورغم أنهم سيعملون مع الآخرين ، فإنهم غالبًا ما يعتبرون أن أفضل عمل لهم هو العمل الفردي.

7- الأشخاص المبدعون يتمتعون بعقلية متفتحة :
إن الأفراد المنفتحين عقلياً يتقبلون دوماً الأفكار الجديدة والطرق الجديدة في القيام بالأشياء ، وهم قادرون غالباً على رؤية الصورة الكاملة لأنهم يسعون بشراسة إلى كل الطرق الفريدة لفحص تفاصيل تلك التجربة ، وهم يفحصون مجموعة متنوعة من الاحتمالات بدلاً من مجرد البحث عن إجابة صحيحة واحدة ، وهم يحبون تجربة أشياء جديدة لمجرد الرغبة في ذلك . وبالنسبة لهم فإن كل موقف جديد هو موقف تعليمي ، وليس بالضرورة وسيلة لتحقيق غاية.

8- الأشخاص المبدعون عاطفيون :
إنهم يتبعون أحلامهم .. ويسافرون عبر تجارب جديدة ببساطة لأنها توفر لهم إمكانيات جديدة ، إنهم لا يتبعون دائماً المسار المطروق ، بل يتبعون الطريق الأقل سلوكاً ، والمناظر غير المرئية.. إنهم يجدون المتعة في مساعيهم ويسعدون بمشاركتها مع الآخرين ، إنهم في كثير من النواحي ، مستكشفون متفائلون للمجهول.

9- الأشخاص المبدعون هم أشخاص مجازفون :
إنهم يغامرون ويدرسون المجهول ، ليس لأنه سيقودهم إلى شيء ناجح بل لأنه جديد ، إنهم سعداء بالخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم واللعب بأفكار جديدة ، والأهم من ذلك أنهم لا يخافون الفشل لأنهم ينظرون إليه باعتباره فرصة للتعلم ، أو على حد تعبير رالف والدو إيمرسون : “ينجح الناس عندما يدركون أن إخفاقاتهم هي بمثابة تحضير لانتصاراتهم”.

10- الأشخاص المبدعون يمارسون الإبداع كل يوم :
بالنسبة لهم الإبداع ليس نشاطًا عرضيًا بل هو التزام مدى الحياة ، عندما نجعل الإبداع عادة منتظمة ، فإننا “ندرب” عقولنا على معالجة جميع أنواع التحديات العقلية.
إن الأمر أشبه بالركض في ماراثون عالمي المستوى .. إذ يتعين عليك الركض لعدة أيام (أو عدة سنوات في الواقع) قبل الحدث الكبير حتى تكون قادرًا على المنافسة .. وبدون هذا التدريب اليومي ، فإنك تعرض فرصك في إنهاء السباق للخطر ، وينطبق الأمر نفسه على الإبداع.

في الختام ، أود أن ألفت انتباهك إلى أمر في القائمة التي ذكرناها وهو أنه لا يوجد أي ذكر للذكاء أو معدل الذكاء .. فالذكاء العالي ليس شرطًا أساسيًا للإبداع ، إن كونك ذكيًا للغاية ومبدعًا للغاية قد يكونان في الواقع مفهومين مختلفين.
فلأولئك الذين يرغبون في تعزيز إبداعهم  عليهم السعي باستمرار إلى تحقيق الصفات المذكورة أعلاه وتجديدها والاستفادة منها كل يوم .

لا تعليق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *